این سوره بیست آیتست، هشتاد و دو کلمه، سیصد و سى حرف. جمله به مکه فرو آمد و درین سوره هیچ ناسخ و منسوخ نیست. و در خبر ابى کعب است از مصطفى (ص) که گفت: هر که این سوره برخواند، الله تعالى او را روز رستاخیز از غضب خویش ایمن کند. قوله: لا أقْسم اعلم ان «لا» لیست لنفى القسم انما هى کقول العرب: لا و الله ما فعلت کذا، لا و الله لافعلن کذا، فتکون تأکیدا للقسم. و قیل: انها صلة اى أقْسم بهذا الْبلد، و قیل: انما هى رد لکلام من انکر البعث و الجزاء فانها و ان کانت رأس السورة، فالقرآن متصل بعضه ببعض. و قال بعض المفسرین فی الکلام همزه الاستفهام مضمرة و التقدیر: لا أقْسم بهذا الْبلد و أنْت حل بهذا الْبلد مع علو شأنک.


أنْت حل اى حال نازل فیه، اى لنزولک فیه، «اقسم» به و «هذا» تنبیه على شرف النبی (ص). و قیل: أنْت حل بهذا الْبلد اى «انت» حلال بهذا الْبلد تصنع فیه ما ترید من القتل و الاسر، لیس علیک ما على الناس فیه من‏ الاثم. یقال: رجل «حل» و حلال و محل، کما یقال: رجل حرم و حرام و محرم، و جمع الحرام حرم. قال الله عز و جل «و أنْتمْ حرم». و کان رسول الله (ص) دخل مکة یوم فتح مکة محلا و احلت له ساعة من نهار حتى قتل من شاء و اسر من شاء و قتل ابن خطل و هو متعلق باستار الکعبة و کذلک قتل مقیس بن ضبابة و غیرهما، فاحل دماء قوم و حرم دماء قوم و حرم دار ابى سفیان، فقال: من دخل دار ابى سفیان فهو آمن اى «حل» لک ان تفعل ذلک فاما غیرک فلا یحل له ذلک اصلا. و قیل: معناه: «و أنْت» فی «حل» مما صنعت فی «بهذا الْبلد».


قال (ص): «ان الله حرم مکة یوم خلق السماوات و الارض لم تحل لاحد قبلى و لا تحل لاحد بعدى و انما احلت لى ساعة من نهار فهى حرام بحرمة الله الى یوم القیامة».


و المعنى: ان الله عز و جل لما اقسم بمکة دل ذلک على عظم قدرها مع حرمتها فوعد نبیه (ص) انه یحلها له حتى یقاتل فیها و ان یفتحها على یده فهذا وعد من الله عز و جل بان یحلها له. و قال شرحبیل بن سعد معنى قوله: و أنْت حل بهذا الْبلد قال: یحرمون ان یقتلوا بها صیدا او یعضدوا بها شجرة و یستحلون اخراجک و قتلک.


و والد و ما ولد یعنى آدم و ذریته و «ما» بمعنى من کقوله: و السماء و ما بناها اى و من بناها. و قیل: معناه: و کل «والد» و مولود من جمیع الخلق، و قیل «و والد» یعنى: الذى یلد، «و ما ولد» یعنى: العاقر التى لا تلد، و «ما» على هذا القول بمعنى النفى.


لقدْ خلقْنا الْإنْسان فی کبد هذا جواب القسم و المراد بالانسان بنو آدم کلهم «فی کبد» یعنى: فی شدة و مقاساة یکابد شدائد الدنیا و یقاسى شدائد الآخرة و لا یقاسى احد ما یقاسى هو. قال عطا عن ابن عباس: «فی کبد» اى فی شدة خلق حمله و ولادته و رضاعه و فطامه و معاشه و حیاته و موته لم یخلق الله خلق یکابد ما یکابد ابن آدم و هو مع ذلک اضعف الخلق. و قیل: «فى» بمعنى اللام اى خلق للکبد و هو التعب.


و قال مجاهد و عکرمة و الضحاک، معناه: خلق منتصبا معتدل القامة و کل شی‏ء خلق فانه «یمْشی مکبا» و لا یمشى منتصبا الا الانسان، و الکبد الاستواء و الاستقامة.


و قال ابن کیسان: منتصبا رأسه فی بطن امه، فاذا اذن الله فی خروجه انقلب رأسه الى رجلى امه. و قال مقاتل: «فی کبد» اى «فى» قوة نزلت فی ابى الاشدین و اسمه اسید بن کلدة من جمح، و کان شدیدا قویا یضع الادیم العکاظى تحت قدمیه فیقول: من ازالنى عنه، فله کذا و کذا، فلا یطاق ان ینزع من تحت قدمه الا قطعا و یبقى موضع قدمه. و قیل. معناه: مضیعا لما یعنیه مشتغلا بما لا یعنیه.


«أ یحْسب» یعنى: ابا الاشدین من قوته و بطشه أنْ لنْ یقْدر علیْه أحد اى یظن من شدته «ان» لا «یقدر» «علیه» الله، الم یعلم ذلک الشقى ان من خلق له القوة هو اقوى منه.


یقول أهْلکْت اى انفقت مالا لبدا اى کثیرا فی عداوة محمد (ص). اللبد الکثیر الذى تراکب بعضه على بعض، یقال: تلبد الشی‏ء اذا کثر و اجتمع و منه اللبد و کان الرجل کاذبا متسوقا فی دعواه انه انفق «مالا» فى عداوة النبی (ص) فقال تعالى: أ یحْسب أنْ لمْ یره أحد الاحد هو الله عز و جل، و المعنى: أ یظن ان الله «لمْ یره» و لا یسأله عن ماله من این کسبه و فی اى شی‏ء انفقه.


روى مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): لا یزول قدما العبد یوم القیامة حتى یسأل عن اربع عن عمره فیما افناه، و عن ماله من این کسبه و فیما انفقه، و عن علمه ما ذا عمل فیه، و عن حبنا اهل البیت ثم عدد نعمه علیه و على غیره من خلقه فقال: أ لمْ نجْعلْ له عیْنیْن‏ یبصر بهما.


و لسانا یعبر به عما فی ضمیره، و شفتیْن یستر بهما ثغوره قال الله تعالى: «نحن فعلنا به ذلک و نحن نقدر على ان نبعثه و نخفى علیه ما عمله» و جاء فی الحدیث ان الله عز و جل یقول ابن آدم: «ان نازعک لسانک فیما حرمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق، و ان نازعک بصرک الى بعض ما حرمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق. و ان نازعک فرجک الى ما حرمت علیک، فقد اعنتک علیه بطبقتین فاطبق.


قوله: و هدیْناه النجْدیْن قال اکثر المفسرین یعنى: طریق الخیر و طریق الشر المفضیان الى الجنة و النار، کقوله: إنا هدیْناه السبیل إما شاکرا و إما کفورا، و قال محمد بن کعب عن ابن عباس: و هدیْناه النجْدیْن قال: الثدیین یسقط من امه و یثب الى الثدیین، و النجد طریق فی ارتفاع.


فلا اقْتحم الْعقبة «لا» هاهنا بمعنى لم، اى هذا الکافر لم یقتحم، «العقبة» هلا ما انفق من ماله فی عداوة النبی (ص) على زعمه انفقه لاقتحام العقبة یعنى: لمجاوزة الصراط و الاقتحام الدخول فی الامر الشدید و المجاوزة له بصعوبة. قال کعب الاحبار: «العقبة» سبعون منزلا من الصراط و الصراط جسر جهنم ذرعه ثلاثة آلاف ذراع و هو احد من السیف، الف ذراع منه صعود و الف هبوط و الف سواء، یوقف علیه الخلق و یحاسبون. و فی بعض الروایات «فمن الناس من یمر علیه کالبرق الخاطف و منهم من یمر علیه کالریح العاصف، و منهم من یمر علیه کالفارس، و منهم من یمر علیه کالرجل یعدو، و منهم من یمر کالرجل یسیر، و منهم من یزحف زحفا، و منهم الزالون و الزالات و منهم من یکردس فی النار و اقتحامه على المومن کما بین صلاة العصر الى العشاء»


و قال: قتادة ذکر العقبة هاهنا مثل ضربه الله تعالى لمجاهدة النفس و الهوى و الشیطان فی اعمال البر فجعله کالذى یتکلف صعود العقبة، یقول: لم یحمل على نفسه المشقه بعتق الرقبة و الاطعام. و قیل: معنى الآیة هلا انفق ماله فی فک الرقاب و اطعام السغبان لیجاوز بهما «العقبة» فیکون خیرا له من انفاقه على عداوة النبی (ص).


و ما أدْراک ما الْعقبة هذا تعظیم لها و تفخیم لشأنها.


فک رقبة هذا تفسیر سبب النجاة من العقبة قرأ ابن کثیر و ابو عمرو و الکسائى: «فک» بفتح الکاف «رقبة» بالنصب.


أوْ إطْعام بفتح الهمزة و المیم على الماضى. و قرأ الباقون «فک» بضم الکاف «رقبة» بالجر او اطعام على المصدر و اراد بفک الرقبة اعتاقها و اطلاقها، و من اعتق «رقبة» کانت فداه من النار.


روى ابو هریرة قال: سمعت رسول الله (ص) یقول: «من اعتق «رقبة» مومنة اعتق الله بکل عضو منه عضوا من النار حتى یعتق فرجه بفرجه».


و جاء اعرابى الى رسول الله (ص) فقال: یا رسول الله! علمنى عملا یدخلنى الجنة. قال: «اعتق النسمة و «فک» الرقبة» . قال: أ و لیسا واحدا؟ قال: «لا عتق النسمة عن تفرد بعتقها و «فک» الرقبة ان تعین فی ثمنها»، فعلى هذا «فک» الرقبة الاعانة فی مال الکتابة.


و قیل: فک رقبة من الذنوب بالتوبة.


أوْ إطْعام فی یوْم ذی مسْغبة اى «فى» زمان قحط و جوع.

یتیما ذا مقْربة اى «ذا» قرابة فی النسب.


أوْ مسْکینا ذا متْربة قد لصق بالتراب من فقره و ضره. و قیل: «ذا» عیال لا مال له. فضل اطعام الیتیم و المسکین على اطعام غیرهما فی المثوبة. تقول: ترب فلان یترب تربا و متربة اذا افتقر، و منه تربت یداک و اترب فلان اذا استغنى.


ثم کان من الذین آمنوا «ثم» هاهنا بمعنى مع کقوله: «بعْد ذلک زنیم» یعنى: اذا فعل هذه الاشیاء و هو مومن، اى ان هذه الاعمال لا تقبل من احد الا اذا کان مومنا. و قیل: ثم بمعنى الواو. «و تواصوْا» اى اوصى بعضهم بعضا «بالصبْر» على فرائض الله و اوامره و الصبر عن ارتکاب المحرمات و تواصوْا بالْمرْحمة بان یرق للفقیر و المسکین بالانعام علیهما. و قیل: «تواصوا» بالآخرة لانها دار الرحمة.


«أولئک» اى الموصوفون بهذه الصفات أصْحاب الْمیْمنة یأخذون نحو الیمین الى الجنة و یوتون کتبهم بایمانهم و هم المیامین على انفسهم.


و الذین کفروا بآیاتنا بمحمد و القرآن همْ أصْحاب الْمشْأمة یأخذون نحو الشمال الى النار و یوتون کتبهم بشمالهم و هم المشائیم على انفسهم علیْهمْ نار موْصدة اى مطبقة اغلقت علیهم ابوابها فلا یخرج منها غم و لا یدخل فیها روح. قرأ ابو عمرو و حمزة و حفص: «موصدة بالهمز هاهنا و فی الهمزة. و قرأ الآخرون بلا همز، و هما لغتان یقال: اصدت الباب و اوصدته اذا اغلقته و اطبقته. و قیل: معنى الهمز المطبقة و غیر الهمز المغلقة.